تقديم عام لمدينة هنين:
هنين خط الدفاع الأول وفرضة الينابيع تلمسان، تاج الملوك والممالك، ومسلك العابرين من المهالك، مربد النساك والعباد والنواسك، هي شاهد على قرون خالية.
المميزات العامة لهنين:
هنين بلدية ساحلية، تقع شمال شرق ولاية تلمسان، تنحصر بين سلاسل طرارة وحوض البحر المتوسط، ذات طابع سياحي متميز، تتوفر على إمكانيات سياحية هائلة (شواطئ جميلة، معالم أثرية تاريخية، جبال وثروة غابية هامة..) إلى جانب إمكانياتها الصناعية (الرخام والبلاط)، يتميز مناخها العام بالتنوع من المعتدل الحار المشبع بالرطوبة إلى شبه الجاف أحيانا، حيث تتراوح مغياثيته السنوية حوالي 400 مم/سنة، تسقط أغلبية أمطاره بين أشهر نوفمبر و أفريل، أما درجة الحرارة فتتراوح بين 25° إلى 30° صيفا وبين 10° و15° شتاءً. .
التأسيس و التسمية :
تأسست المدينة أول الأمر كمحطة تجارية وضع معالمها التجار الفينيقيين في حوالي القرن 12 ق.م على غرار محطات الساحل الجنوبي للمتوسط، بـإسم (جيبساريا–GYPSARIA PORTUS) اللفظة تعني (موطن الجبس) الذي تكتنزه القمم الشامخة المتمثل في الرخام.
في العهد الروماني تنشا المدينة الجديدة بشكل هندسي أكثر رقيا، واكب متطلبات الوظائف الموكلة إليها، فتم ترميم الميناء و توسيعه إلى اليابسة أين تم حفر حوض بـ(85 م/50م) أوصل بقناة مع الميناء، و شيدت حامية منيعة على الطرف الغربي للميناء. وسماها مهندسوها بـ(أرتيسيقا – ARTISIGA PORTUS ) و الـلـفـظــة تــعــنــي (الطريق المؤدي إلى سيقا، حاضرة الملك الخالد صيفاقص) .
مع عهد فتوح المسلمين العرب لشمال إفريقيا في أواخر القرن 7م، تدخل هنين عهد النجاعة الجديد، وصلها المدد مع فتوح تلمسان و الأحواز، و تدور الأحداث و تتغير بتغير المتعاقبين على حكم بلاد المغرب، لتصبح مدينة رائدة في التجارة الدولية باسم هنين HONAINE بمعنى (الشرفة في اللغة الزناتية أو لخطأ في نقل الكلمة من اللاتينية).
في عهد الخليفة الفاطمي ( القائم أبو القاسم ابن عبيد الله المهدي) الذي استباح دم القبائل المغربية الغربية التي رفضت خلافته ، تـم تخريبها بعد أن استعصى على قائده (ميسور الفتى) فتحها إلا بشق الأنفس عام 935 م لـيـعـاد بـنـاؤهـا مـن جـديـد على نسق معماري إسلامي بربري على يد شيخ قبيلة مكناسة ( حميد بن ايصل ) بسنوات قليلة بعد الدمار ، و تدخل المدينة سنوات الهدوء و الصمت .
عهد الإنتعاش الجديد :
تشهد المدينة ميلاد حركية جديدة أدخلتها ضمن الحضارة العالمية، كان لك باعتلاء وليدها ( عبد المؤمن بن علي ) عرش سلطة الموحدين عام1130 م.
هنين وطن بني عابد( من كومية فخد بني فاتن بطن زناتة العظيمة) أنجبت وليدها في قرية تتربع بهضبة تتموقع على أقدام السفح العتيق (جبل تاجرة) في حوالي 1096م، هذا الفتى المغامر الذي انكب على الدرس في حاضرة تلمسان ثم بجاية، سخر له القدر ليكون واحدا من صناع الحدث في زمنه بإسهامه المحمود في تأسيس الدولة الموحدية بمعية أستاده محمد المهدي بن تومرت العلم السوسي عام 1121م. وقد كان للسلطان التاجري االهنيني الفضل الوافر في إعادة حركية النشاط في حاضرة أسلافه، فجعل منها أيام فتوح تلمسان ووهران والأحواز قاعدة خلفية تعطيه السند، فأسس على أنقاض الحامية الرومانية حصنه المنتصب إلى اليوم كشاهد من شواهد الزمن الغابر، كما جدد الميناء ليؤدي ما توكل إليه من المهام الحضارية الجديدة في دولة تتطلع إلى الإنفتاح على العالم و غدت معه هنين موقعا استراتيجيا (عسكريا و تجاريا) عقد له الصفقات المربحة مع مراكز العالم الإقتصادية، و باتت تقصده سفن (جنوة-بيزة-ميورة-فلنسيا-مرسيليا) و تفد إليه قوافل تجار الآفاق لما وراء الصحراء محملة بـ (التبر – العاج – ريش النعام) فترجع منه بسلع الحواضر.
في عام 1160 م قبل وفاته الذي كان في15 ماي 2116م قام الموحد عبد المؤمن بن علي بتجهيز موانئ الدولة بـ(450 سفينة ، كان لهنين منها 100 وحدة) لصد الخطر الصليبي الإبيري.
في عهد آلزيانيين صارت هنين تاج حاضرتهم تلمسان، حيث اتخد منها ملوك بني عبد الواد على مختلف مراحلهم مصدر ثرائهم و مقصدا للإنفتاح الإقتصادي على العلم، ودلك لقربها منهم، فصار الغزاة يضطلعون إلى احتلال هنين قبل اقتحام عاصمة بني زيان ، و من أمتلثها غزو بني مرين المتواتر على فترات متقطعة امتدت ما بين ( 1281 م إلى 1359 م ) خربوا أثناءها الديار وأسسوا ، و قد أسس السلطان المريني (أبو يعقوب يوسف) المسجد العتيق بها فيما بين (1299 م و 1309 م ) في أطول حصار على تلمسان و أحوازها ، ومكانه موضع المسجد الجديد .
عهد الإختفاء ( الإستعمار ) :
بسبب حقدهم على مسلمي الجزائر لمساعدتهم للأندلسيين و تواصلا لإحتلال السواحل الزيانية (المرسى الكبير-وهران) و انتقال كل العمليات التجارية إلى ميناء هنين، فإن الإسبان بقيادة الحاقد المنتقم ملكهم (شارلوكان charles quint) أمر النقيب العام للبحرية الشراعية (ألفارو دو بازانALVARO DE BAZAN ) بالتحرك نحو ميناء هنين انطلق الأسطول من ميناء (مالقة) مشكلا من 11 سفينة شراعية و عبارتين أنزلت عند الإرساء( 700 عسكري ومدافع )ليتم الإحتلال بعد 15 يوما من المقاومة العنيفة للأهالي في 42 أوت 1531 م.
كلفت المواجهة خسائر في الأرواح و العتاد تمثلت في:
-من الأهالي*(40 شهيدا منهم قاضي المدينة، قائد المقاومة سيدي علي بن يخلف). و(100 جريح)
- من العدو (مقتل70 عسكري وتعطل 15 مدفعا)
و في ديسمبر 1534 م تم الجلاء عن المدينة بعدما دمروها على آخرها ، و يرجع جلاؤها لعدة أسباب :
- شدة مقاومة الأهالي
- إنقطاع الرواتب عن الجيش مدة 18 شهرا
- وصول الأتراك العثمانيين إلى سواحل الجزائر الغربية
اعادة الإعمار:
دخل الفرنسيون إلى هنين عام 1837 م ليتم لهم التحكم والسيطرة على أهلها من سكان المداشر الذين أبدوا مساندتهم للأمير عبد القادر .
تم تعمير هـنـيـن القديمة في منتصف عام 1956م، لتكون محتشدا جماعيا، يهجر إليه سكان المداشر في إطار السياسة الإستعمارية لعزل الثورة عن الدعم الشعبي لها، فأقيمت بها المعتقلات و الثكنات و مراكز التعديب و شجع الأهالي على البناء داخل معالم المدينة القديمة.
فأصيبت من يومها بتشويه أدى إلى زوال الكثير منها، الشيئ الذي غـيــب لدى الأجيال المعاصرة معرفة الحقائق الحضارية لمدينتهم القديمة.
و من تضحيات أبنائها في فترة الثورة التحريرية الكبرى (750 شهيد ).
هنين خط الدفاع الأول وفرضة الينابيع تلمسان، تاج الملوك والممالك، ومسلك العابرين من المهالك، مربد النساك والعباد والنواسك، هي شاهد على قرون خالية.
المميزات العامة لهنين:
هنين بلدية ساحلية، تقع شمال شرق ولاية تلمسان، تنحصر بين سلاسل طرارة وحوض البحر المتوسط، ذات طابع سياحي متميز، تتوفر على إمكانيات سياحية هائلة (شواطئ جميلة، معالم أثرية تاريخية، جبال وثروة غابية هامة..) إلى جانب إمكانياتها الصناعية (الرخام والبلاط)، يتميز مناخها العام بالتنوع من المعتدل الحار المشبع بالرطوبة إلى شبه الجاف أحيانا، حيث تتراوح مغياثيته السنوية حوالي 400 مم/سنة، تسقط أغلبية أمطاره بين أشهر نوفمبر و أفريل، أما درجة الحرارة فتتراوح بين 25° إلى 30° صيفا وبين 10° و15° شتاءً. .
التأسيس و التسمية :
تأسست المدينة أول الأمر كمحطة تجارية وضع معالمها التجار الفينيقيين في حوالي القرن 12 ق.م على غرار محطات الساحل الجنوبي للمتوسط، بـإسم (جيبساريا–GYPSARIA PORTUS) اللفظة تعني (موطن الجبس) الذي تكتنزه القمم الشامخة المتمثل في الرخام.
في العهد الروماني تنشا المدينة الجديدة بشكل هندسي أكثر رقيا، واكب متطلبات الوظائف الموكلة إليها، فتم ترميم الميناء و توسيعه إلى اليابسة أين تم حفر حوض بـ(85 م/50م) أوصل بقناة مع الميناء، و شيدت حامية منيعة على الطرف الغربي للميناء. وسماها مهندسوها بـ(أرتيسيقا – ARTISIGA PORTUS ) و الـلـفـظــة تــعــنــي (الطريق المؤدي إلى سيقا، حاضرة الملك الخالد صيفاقص) .
مع عهد فتوح المسلمين العرب لشمال إفريقيا في أواخر القرن 7م، تدخل هنين عهد النجاعة الجديد، وصلها المدد مع فتوح تلمسان و الأحواز، و تدور الأحداث و تتغير بتغير المتعاقبين على حكم بلاد المغرب، لتصبح مدينة رائدة في التجارة الدولية باسم هنين HONAINE بمعنى (الشرفة في اللغة الزناتية أو لخطأ في نقل الكلمة من اللاتينية).
في عهد الخليفة الفاطمي ( القائم أبو القاسم ابن عبيد الله المهدي) الذي استباح دم القبائل المغربية الغربية التي رفضت خلافته ، تـم تخريبها بعد أن استعصى على قائده (ميسور الفتى) فتحها إلا بشق الأنفس عام 935 م لـيـعـاد بـنـاؤهـا مـن جـديـد على نسق معماري إسلامي بربري على يد شيخ قبيلة مكناسة ( حميد بن ايصل ) بسنوات قليلة بعد الدمار ، و تدخل المدينة سنوات الهدوء و الصمت .
عهد الإنتعاش الجديد :
تشهد المدينة ميلاد حركية جديدة أدخلتها ضمن الحضارة العالمية، كان لك باعتلاء وليدها ( عبد المؤمن بن علي ) عرش سلطة الموحدين عام1130 م.
هنين وطن بني عابد( من كومية فخد بني فاتن بطن زناتة العظيمة) أنجبت وليدها في قرية تتربع بهضبة تتموقع على أقدام السفح العتيق (جبل تاجرة) في حوالي 1096م، هذا الفتى المغامر الذي انكب على الدرس في حاضرة تلمسان ثم بجاية، سخر له القدر ليكون واحدا من صناع الحدث في زمنه بإسهامه المحمود في تأسيس الدولة الموحدية بمعية أستاده محمد المهدي بن تومرت العلم السوسي عام 1121م. وقد كان للسلطان التاجري االهنيني الفضل الوافر في إعادة حركية النشاط في حاضرة أسلافه، فجعل منها أيام فتوح تلمسان ووهران والأحواز قاعدة خلفية تعطيه السند، فأسس على أنقاض الحامية الرومانية حصنه المنتصب إلى اليوم كشاهد من شواهد الزمن الغابر، كما جدد الميناء ليؤدي ما توكل إليه من المهام الحضارية الجديدة في دولة تتطلع إلى الإنفتاح على العالم و غدت معه هنين موقعا استراتيجيا (عسكريا و تجاريا) عقد له الصفقات المربحة مع مراكز العالم الإقتصادية، و باتت تقصده سفن (جنوة-بيزة-ميورة-فلنسيا-مرسيليا) و تفد إليه قوافل تجار الآفاق لما وراء الصحراء محملة بـ (التبر – العاج – ريش النعام) فترجع منه بسلع الحواضر.
في عام 1160 م قبل وفاته الذي كان في15 ماي 2116م قام الموحد عبد المؤمن بن علي بتجهيز موانئ الدولة بـ(450 سفينة ، كان لهنين منها 100 وحدة) لصد الخطر الصليبي الإبيري.
في عهد آلزيانيين صارت هنين تاج حاضرتهم تلمسان، حيث اتخد منها ملوك بني عبد الواد على مختلف مراحلهم مصدر ثرائهم و مقصدا للإنفتاح الإقتصادي على العلم، ودلك لقربها منهم، فصار الغزاة يضطلعون إلى احتلال هنين قبل اقتحام عاصمة بني زيان ، و من أمتلثها غزو بني مرين المتواتر على فترات متقطعة امتدت ما بين ( 1281 م إلى 1359 م ) خربوا أثناءها الديار وأسسوا ، و قد أسس السلطان المريني (أبو يعقوب يوسف) المسجد العتيق بها فيما بين (1299 م و 1309 م ) في أطول حصار على تلمسان و أحوازها ، ومكانه موضع المسجد الجديد .
عهد الإختفاء ( الإستعمار ) :
بسبب حقدهم على مسلمي الجزائر لمساعدتهم للأندلسيين و تواصلا لإحتلال السواحل الزيانية (المرسى الكبير-وهران) و انتقال كل العمليات التجارية إلى ميناء هنين، فإن الإسبان بقيادة الحاقد المنتقم ملكهم (شارلوكان charles quint) أمر النقيب العام للبحرية الشراعية (ألفارو دو بازانALVARO DE BAZAN ) بالتحرك نحو ميناء هنين انطلق الأسطول من ميناء (مالقة) مشكلا من 11 سفينة شراعية و عبارتين أنزلت عند الإرساء( 700 عسكري ومدافع )ليتم الإحتلال بعد 15 يوما من المقاومة العنيفة للأهالي في 42 أوت 1531 م.
كلفت المواجهة خسائر في الأرواح و العتاد تمثلت في:
-من الأهالي*(40 شهيدا منهم قاضي المدينة، قائد المقاومة سيدي علي بن يخلف). و(100 جريح)
- من العدو (مقتل70 عسكري وتعطل 15 مدفعا)
و في ديسمبر 1534 م تم الجلاء عن المدينة بعدما دمروها على آخرها ، و يرجع جلاؤها لعدة أسباب :
- شدة مقاومة الأهالي
- إنقطاع الرواتب عن الجيش مدة 18 شهرا
- وصول الأتراك العثمانيين إلى سواحل الجزائر الغربية
اعادة الإعمار:
دخل الفرنسيون إلى هنين عام 1837 م ليتم لهم التحكم والسيطرة على أهلها من سكان المداشر الذين أبدوا مساندتهم للأمير عبد القادر .
تم تعمير هـنـيـن القديمة في منتصف عام 1956م، لتكون محتشدا جماعيا، يهجر إليه سكان المداشر في إطار السياسة الإستعمارية لعزل الثورة عن الدعم الشعبي لها، فأقيمت بها المعتقلات و الثكنات و مراكز التعديب و شجع الأهالي على البناء داخل معالم المدينة القديمة.
فأصيبت من يومها بتشويه أدى إلى زوال الكثير منها، الشيئ الذي غـيــب لدى الأجيال المعاصرة معرفة الحقائق الحضارية لمدينتهم القديمة.
و من تضحيات أبنائها في فترة الثورة التحريرية الكبرى (750 شهيد ).
الجمعة مارس 30, 2012 10:19 am من طرف معمارية 1
» مرحبا
الإثنين أغسطس 29, 2011 2:05 am من طرف 125islam
» هل تعلم أن علم اسرائيل موجود على جهازك؟؟؟؟؟؟؟؟
السبت يوليو 02, 2011 7:17 pm من طرف taki88
» اجمل قصص الصداقة
الثلاثاء يونيو 14, 2011 6:11 pm من طرف chakir 08
» حلول بكالوريا 2009 جميع الشعب
الإثنين نوفمبر 29, 2010 7:32 pm من طرف radouane
» أكثر شيء مدهش في البشر
الجمعة يونيو 11, 2010 12:31 pm من طرف لمار الجزائرية
» لا ترمي قميصك القديم بعد اليوم
الأحد يونيو 06, 2010 5:14 pm من طرف لمار الجزائرية
» اعشقك حبيبى
السبت يونيو 05, 2010 12:11 pm من طرف لمار الجزائرية
» فقــــــــــــــــــــــــــــــاص رقــــــــــــيق
الجمعة يونيو 04, 2010 11:55 am من طرف لمار الجزائرية