منتديات زلبون

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك تحياتي مدير المنتدى

منتديات زلبون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات زلبون

ليكن في علم جميع الاعضاء و المشرفين و المراقبين انه يتم تنقيل المنتدى الى منتدى اخر و هدا هو رابط المنتدى الاخر www.zelboun13.eb2a.com/vb و انا اسف على الازعاج

المواضيع الأخيرة

» حمل مخططات فيلا + ابنية سكنية ملفات اوتوكاد
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالجمعة مارس 30, 2012 10:19 am من طرف معمارية 1

» مرحبا
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 29, 2011 2:05 am من طرف 125islam

» هل تعلم أن علم اسرائيل موجود على جهازك؟؟؟؟؟؟؟؟
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالسبت يوليو 02, 2011 7:17 pm من طرف taki88

» اجمل قصص الصداقة
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 14, 2011 6:11 pm من طرف chakir 08

» حلول بكالوريا 2009 جميع الشعب
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 29, 2010 7:32 pm من طرف radouane

» أكثر شيء مدهش في البشر
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالجمعة يونيو 11, 2010 12:31 pm من طرف لمار الجزائرية

» لا ترمي قميصك القديم بعد اليوم
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 5:14 pm من طرف لمار الجزائرية

» اعشقك حبيبى
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالسبت يونيو 05, 2010 12:11 pm من طرف لمار الجزائرية

» فقــــــــــــــــــــــــــــــاص رقــــــــــــيق
***-***الهجرة السرية***-*** I_icon_minitimeالجمعة يونيو 04, 2010 11:55 am من طرف لمار الجزائرية

مواقيت الصلاة - تلمسان

اذاعة تلمسان - المباشر

التوقيت - الساعة


    ***-***الهجرة السرية***-***

    BeLbIg_Dz_13
    BeLbIg_Dz_13

    ***-***الهجرة السرية***-*** Stars10


    عدد المشاركات : : 757
    نقاظ تميز : : 100
    الدولة : : tLEmCeN_WAT
    تاريخ التسجيل : : 24/04/2010

    ***-***الهجرة السرية***-*** Empty ***-***الهجرة السرية***-***

    مُساهمة من طرف BeLbIg_Dz_13 الأربعاء أبريل 28, 2010 12:31 pm

    ***-***الهجرة السرية***-*** Icon
    ***-***الهجرة السرية***-*** 63l04eo
    تعتبر "الحرقة" أو الهجرة السرية من الظواهر الحديثة ، والتي عرفت تزايدا كبيرا في الآونة الأخيرة ، إلى أن أصبحت هذه الظاهرة متفشية في أوساط المداشير والقرى الصغيرة . وهنا تكمن أهمية دراسة هذه الظاهرة الخطيرة والضرورية في نفس الوقت. وظاهرة "الحرقة" كما هي معروفة لدى الجميع ، أصبحت اليوم تفرض نفسها كظاهرة اجتماعية بامتياز ، لكونها تستهوي وتشغل بال كل جزائري سواء في القرية او في المدينة ، كما أنها تشكل مجالا خصبا للترويج المالي وبالتالي الربح السريع لكل من يعمل فيه ، وهذا راجع الى ضمانة بيع منتوجها وكذلك الاستفادة السريعة لكل مقبل عليها . وهنا تكمن أهمية "الحرقة" كظاهرة اجتماعية لها ضوابطها وقوانينها الخاصة ، وبالتالي ضرورة ملامستها ومقاربتها بشكل موضوعي .إن حديث الشعب الجزائري، صباح مساء، لا يخلو من ذكر البلد الذي يستقطب أصحاب " الحرقة" أي اسبانيا والبرتغال و ايطاليا . كما أنهم يعرفون كل مستجد في اسبانيا ويعرفون الشيء الكثير عنها أكثر ما يعرفون عن بلدهم ، وهذا أمر طبيعي لأن اسبانيا منحتهم الشيء الكثير من حقوق الحياة من شغل ومكانة واحترام ومصدر الرزق ...فماذا عن ظاهرة "الحرقة" في الجزائر ؟ وما هي أسبابها ودوافعها ؟ ثم عن دورها السوسيواقتصادي في أوساط المجتمع ؟ وما هي أنواع الحرقة وأشكاله ؟ وكيف ينظر المجتمع الى "الحراقة" كمهاجرين سريين ؟
    ... العدو من أمامكم والبحر من ورائكم"، هكذا قالها طارق بن زياد عند عبوره المضيق من هذه النقطة، أما اليوم حيث يقف آلاف الجزائرين الراغبين بالعبور بحثاً عن فرصة عمل، أو مستقبلٍ أفضل، يواجهون عدواً آخر، إنه البحر، الذي لا يرحم راكبيه من المهاجرين السريين.
    الهجرة لها معاني من ناحية حضارية وثقافية، وبالخصوص في الإسلام، الهجرة عندها معنى، والإسلام لم تكن فيه حدود، الحدود ما بين الدول أتت من الغرب.
    والبطالة تمس عددا كبيرا من السكان وخاصة منهم الشباب والحاصلين على مؤهلات جامعية. و تقدر نسبة البطالة في الجزائر على سبيل المثال بحوالي 23.7%. هذا الضغط على سوق العمل يغذي "النزوح إلى الهجرة" خاصة في شكلها غير القانوني.
    ومن أجل الحد من هذه الظاهرة، فإن ذلك يقتضي تنمية فاعلة ومستدامة قادرة على خلق حوالي مليون فرصة عمل سنويا بالنسبة لدولة الجزائر.
    ويشكل التباين في الأجور كذلك عاملا للتحفيز على الهجرة حيث الحد الأدنى للأجور يفوق بـ3 إلى 5 مرات المستوى الموجود في دول المغرب العربي، على أن هذا الحد لا يحترم أحيانا من طرف أرباب العمل
    كل هذه العوامل تغذي الرغبة في الهجرة، وهذا النزوح هو أقوى عند الشباب كما تدل على ذلك مختلف المسوح التي أجريت في هذا الشأن في دول المغرب العربي والتي تبرز بعضها أن الرغبة في الهجرة في المغرب موجودة عند 19% من السكان النشيطين وهي أعلى عند عن الطلبة حيث تبلغ 54%.
    ينبغي التعامل مع إشكالية الهجرة غير الشرعية أو السرية، باعتبارها ظاهرة اجتماعية ناجمة عن خلل وجب إصلاحه، ينبغي أن يتم وفق استراتيحية اجتماعية واقتصادية وتربوية متكاملة تشرك كل الفاعلين، وتراعي مصلحة كل الأطراف وبالتأكيد فإن هذه الرؤية الشمولية تجسد بالفعل، المنطلقات الأساسية لمعالجة الهجرة من منظور إنساني وتنموي واقتصادي، يؤدي حتماً إلى تحريك عجلة الإنتاج والتنمية المحلية وتقوية فرص الاستثمار، لتشغيل اليد العاملة التي تشكل مصدراً للهجرة السرية.
    وفي هذا الإطار يجب الإقرار بأن التعامل مع إشكالية الهجرة، يستلزم بالضرورة الانطلاق من المنظور الحقوقي، وذلك باستحضار البعد الإنساني في نسقه الكوني والشمولي لأن جميع المهتمين بموضوع الهجرة مقتنعون بأن المقاربة الأمنية وحدها ليست كافية لمعالجة قضايا الهجرة في إطارها العام.

    الهجرة السرية:
    ربما لم يدر في خلد فاتح الأندلس طارق بن زياد و هو يحرق سفنه عند بلوغه الضفة الأخرى ، أن فعلته هاته ستصير مثلا يحتذى به بالنسبة لشباب آل الجنوب بدءا من العقد الأخير من القرن الذي ودعناه ، فالذين تكتب لهم النجاة من الغرق في مقبرة المتوسط و يصلون سالمين لا غانمين إلى شواطئ أوروبا ، يهرعون قبلا إلى حرق أوراق الهوية أملا في اكتساب هوية جديدة ، فمن هنا جاء مصطلح " الحراق " الذي صارا دالا على الهجرة السرية عبر قوارب الموت أو شاحنات البضائع أو غيرها من الطرق التي تحرر المرء من " قطران " البلاد و تقوده نحو " عسل " البلدان الأخرى ، فالهجرة السرية صارت اليوم من أكثر الأسئلة انطراحا في المشهد المجتمعي ، كما أنها تعد السؤال الأكثر إرباكا للحسابات السياسية في ضفتي البحر الأبيض المتوسط ، فما من لقاء رسمي أو غير رسمي بين آل الضفتين ، إلا و تلقي الهجرة السرية بظلالها عليه ، و في ذلك تأشير مباشر على حساسية الموضوع و قوته الرمزية و المادية في صياغة السياسات المستقبلية و بناء العلاقات الثنائية. لكن كيف نقرأ من داخل العيادة السوسيولوجية هذه الظاهرة ؟ كيف نعيد تفكيك علائقها الممكنة و المستحيلة ؟ و كيف نفهم باعتماد آليات الاشتغال السوسيولوجية أسئلتها المتعددة و المتشابكة ؟ و بعدا هل في المقدور الانتهاء من آثار الهجرة السرية اتصالا بشقها السلبي و المأساوي في آن ؟
    مواسم الهجرة نحو الشمال
    يبدو أن موسم الهجرة نحو الشمال قدر له أن يكون لانهائيا في ضفة الجنوب ، فالدراسات السوسيولوجية التي أجريت بالعديد من دول المغرب العربي تؤكد بأن نسبة عالية من الشباب و غيرهم من الكبار و الأطفال أيضا يجعلون من الهجرة السرية الهدف و الأفق الأثير ، فالحلم الأكبر بالنسبة لهؤلاء الشباب المغاربيين هو الالتحاق بالفردوس المفقود و الانتهاء من متاهات العطالة و الانتظارية القاتلة.
    دراسات أجريت بالعديد من دول الضفة الجنوبية للمتوسط مع اختلاف بالطـبع في الـدرجة لا في الـنـوع اعـتـبارا للــخصــــــائص الديموغرافية و الاجتماعية ، و ما يؤكد هذا التوجه العام نحو " الحريك " كأفق مستقبلي هو ما نستيقظ عليه من أخبار الموت في المالح ، فما أن نستفيق من هول خبر غرق إحدى " الباطيرات "( أي القوارب الصغيرة ) المحملة بالأجساد الراغبة في " الحراق " ، حتى تتناهى إلى مسامعنا أرقام محزنة أخرى تؤكد هلاكا جديدا في مقبرة المتوسط " غرق ثمانية .. خفر السواحل يلقون القبض على مائة ... عشرات الضحايا في عداد المفقودين .." هذا ما تردده بشكل يومي تقريبا وسائل الإعلام الأوروبية التي تجد في الهجرة السرية موضوعا دسما لا يخلو من نشراتها و قصاصاتها الإخبارية.
    فظاهرة الهجرة السرية التي يروح ضحيتها شباب انسدت في وجهه الآفاق ، فاختار ركوب البحر / الخطر ، انتقلت عدواها إلى أطفال في عمر الزهور و نساء حوامل و أخريات يحملن على ظهورهن الرضع من الأطفال ، بل إن الشيوخ ذاتهم تستهويهم المغامرة و يصرون على حجز مكان ما بقارب من قوارب الموت أملا في بلوغ المشتهى / الضفة الأخرى ، و هذا كله يعني أن سيول الهجرة نحو الشمال آخذة في الارتفاع و أن موسم الرحيل استحال مواسم لا نهائية تهدي مزيدا من الضحايا و الآلام الاجتماعية في كل حين .
    القطران و العسل
    إن نتائج سياسات الترميق و التنمية المعطوبة هي التي توصل الشباب و غيرهم إلى درجات عليا من اليأس المعتق ، و هي ذات العوامل التي تقف وراء تفضيل " عسل الآخر " على " قطران الوطن " ، و تجعل المرء راغبا في الهجرة و لو بأقسى الوسائل ، فأمام غياب فرص العمل و الاندماج السوي في الحياة الاجتماعية ، و بسبب ضعف آليات الــــتأطير الثقافي و السياسي الذي يمكن أن تلعبه هيئات المجتمع المدني ، و أيضا بسبب الصورة الـــنمطية الباذخة التي تروج عن الضفة الأخرى ، فآل الجنوب يرون في الالتحاق بذلك ال" هناك " الــــــخلاص و الحل النهائي لجميع مشاكلهم ، فما تحمله الصورة الوافدة عبر الفضائيات و الانترنيت يؤكد بأن ثمة مسافة تقاس بالسنوات الضوئية بين الضفتين ، و لهذا لا مناص من حرق هذه المسافات الزمنية للتحرر من قطران الذات و انهيارها الفادح بين أحضان العطالة و التهميش و الإقصاء .
    لكن البطالة و الفقر و التهميش لم تكن دوما أسبابا وحيدة وراء تأجيج الرغبة في الهجرة السرية ، فثمة عوامل أخرى من قبيل الانبهار بدنيا الآخر و اشتهاء محاكاته في سياق رحلة الاغتراب عن الذات التي تحتمل التوجه العام نحو مجتمع استهلاكي ذي بعد واحد يرى في " الآخر " منتهى الأشياء ، فابن خلدون أخبرنا في مقدمته بأن المغلوب دائما مولع باقتداء الغالب في نحلته و أكله و ملبسه و سائر أحواله و عوائده ، إنها ضريبة أخرى من ضـــــرائب الــتخلف و التبعية التي تغرق فيها دول الجنوب .
    و مع ذلك فجرأة الموقف السوسيولوجي تفرض علينا ألا نعلق القضية على " مشجب الآخر " ، و ذلك لأن الأسباب الكامنة وراء " الحريك " تنبع بالضرورة من رحم الوطن ، من متاهاته و عطالته و فقره المدقع ، من تنميته المعطوبة و سياساته المزورة ، من اقتصاده التبعي المهلهل و علاقاته المشوهة ، من كل ذلك تتأسس الأسباب المؤدية إلى اختيار عـــسل " الآخر " و لو كان مزيفا على الاستمرار في تجرع قطران بلدان أصابها الترهل و العفن في كل شيء ..
    فنون الهجرة السرية
    لقد استحالت العديد من المقاهي المتناثرة بعدد من المدن الجزائرية ، إلى مقرات دائمة لسماسرة الهجرة السرية الذين لا يكتفون بعرض الأسعار المعمول بها في ترحيل الأجساد إلى الضفة الأخرى ، بل يتفننون أيضا في الإخبار بالطرق و الوسائل و الأدوات الواجب توفرها في كل عملية ، فالهجرة السرية صارت لها فنون و طقوس خاصة يسهر على تنفيذها أناس متخصصون يعملون في إطار مافيات كبيرة متعددة الجنسيات ، تستطيع أن تهجر المغاربة من تونس – كما انفضح مؤخرا في حادث الغرقى الثمانين من جنسية جزائرية – و أن تهجر شباب دول الصحراء من المغرب أو الجزائر ، مثلما تتمكن من تهجير الليبيين أو المصرين عبر مالطة و قبرص ...
    الهجرة السرية في دول الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط لا تنحصر فقط في قوارب الموت ، و إنما تتوزع على بدائل أخرى من قبيل عقود العــــــمل الــــمــــزورة و الزيجات البيضاء و الاختباء في السيارات و حافلات الركاب و شاحنات البضائع فضلا عن السفر القانوني الذي يكون من أجل السياحة أو العمل أو المشاركة الرياضية فيستحيل هجرة سرية كما حدث مع العديد من الأندية الرياضية .
    ففي الميناء يتربص الأطفال دوما بالشاحنات المحملة بالبضــائع و التي تستعد لعبور البحر ، بحثا عن مخابئ سرية في الأسفل قريبا من العجلات أو المحرك ، حيث يقضي هؤلاء " الحراقة الجدد " أزيد من عشرين ساعة بين أحضان الخطر حتى يصلوا إلى بر الأمان ، لتكون مافيات الدعارة و أو التنصير أو المخدرات لهم بالمرصاد ، و في هذا الصدد تشير إحصائيات بعض الجمعيات العاملة في ميدان الطفولة بمدينة طنجة إلى أن أزيد من أربعة آلاف طفل مشرد يجوبون شوارع المدينة أملا في الحرقة ، يتوفق منهم القلة في الوصول إلى الضفة الأخرى ، في حين يكون الموت أو الاعتقال أو المزيد من الانحراف مصير الغالبية العظمى منهم .
    سياسة الستار الحديدي
    إن الارتفاع المهول لظاهرة الهجرة السرية ، و إن الحضور الكثيف لأسئلتها الشقية ، يؤكد بأن الحاجة ما زالت ملحة إلى مقاربة أكثر إجرائية و أكثر عدالة في التعاطي مع دواعيها المباشرة و نتائجها الكارثية ، فغياب هذه المقاربة الناجعة هو الذي يساهم فعلا في استفـــحـــالها و تنامي درجاتها في المشهد المتوسطي ، فالظاهرة ما زالت تحاط بالسرية التامة ، و ما زالت تندرج في خانة الطابوات السياسية التي تتبرم الحكومات من مناقشتها و تشريحها بمبضع نوعي يعتمد الجرأة لا المداهنة . كما أن الدول الأوروبية في تعاملها مع الظاهرة تصر على استحضار الهاجس الأمني ، إذ تراهن على تقوية سياسة الستار الحديدي لمجابهة " تهافت " الجنوبيين على أراضيها ، و في ذلك عسف و اختزال كبيرين ، اعتبارا لمبادئ العلاقات التنموية المشتركة التي تظل حبرا على ورق في الكثير من الأحايين ، ففي العام 2000 مثلا خصصت الحكومة الإسبانية 25 ألف مليون بسيطة ( أكثر من 165 مليون دولار ) لتحصين مضيق جبل طارق أمام سيول الهجرة السرية باستعمال أكثر التكنولوجيا تقدما في مجال الاستشعار و الرصد حتى لا يطأ " الجياع " أراضيها ، و هذا ما أكده الكاتب المسرحي الإسباني أنتونيو غالا في عمود له صدر بالمناسبة بصحيفة إلموندو الإسبانية تحت عنوان " تطهير عرقي " ، حيث يقول : " إنه نظام متكامل للمراقبة الخارجية كي لا يحلم أكثر الناس حاجة بالوصول إلى " الفردوس " .. رادارات بعيدة المدى و كاميرات حرارية و أجهزة مراقبة ليلية و أشعة تحت الحمراء و طائرات مروحية و دوريات .. كل هذا من أجل ثني المغاربة الساعين إلى دخول سمائنا و لأجل بناء حصن منيع للإسبان ..25 ألف مليون بسيطة تصرف كي يحرم المحتاجون حتى من الحصول على بسيطة واحدة .. ليفهم من يستطيع أن يفهم " لكن مشكلتنا القصوى هي أننا خاصمنا الفهم سيد غالا خصوصا بعد مضي أربع سنوات من الحادث ، و ارتفاع سياسة الستار الحديدي إلى أقصى الاحتمالات حتى في البلدان المصدرة للهجرة من دول الجنوب، ما دام آل الشمال قد توصلوا إلى حلول جديدة تتمثل في وضع شروط تعجيزية للحصول على التأشيرات أو عبر تقديم إعانات مالية و لوجيستيكية إلى الضفة الجنوبية بشرط "استثمارها " في تدعيم نشاطات مراقبة منافذ الهجرة و تفكيك شبكاتها عملا بالمبدأ القائل بضرورة تجفيف المنابع و المفاقس الأولية لإنتاج الظاهرة اقتصادا للجهد و الوقت و تلافيا أيضا لتدفق مهاجرين آخرين ما عادت القارة العجوز في حاجة إلى عضلاتهم و أعبائهم الاجتماعية .
    ازدواجية الخطاب الأوروبي
    لكن بالرغم من شراسة المقاربة الحديدية ، و بالرغم من الأموال التي تصرف في إطار تقويتها و تدعيمها فإن سيول الهجرة السرية مستمرة في التدفق نحو الشمال ، و إن مافياتها مستمرة أيضا في ابتداع الطرق الكفيلة بتخطي كل المتاريس و القلاع المنيعة ، فتجارة نقل الأجساد تجارة لن تبور ما دامت الدواعي و الدوافع قائمة في دول الجنوب ، و ما دام الشمال أكثر إبهارا و إثارة ، فسياسة الستار الحديدي لن تجدي نفعا ، و لعل هذا ما جعل الفاعل الأوروبي ينتبه مؤخرا لضرورة انتهاج أسلوب مختلف في التعاطي مع الظاهرة ، أسلوب يتأسس على البون الشاسع بين الخطاب و الممارسة ، و يعتمد نوعا من " البوليميك " في قراءة و علاج ظاهرة الهجرة السرية .
    فدول الشمال ذاتها التي لا تتردد في التبجح باحترام حقوق الإنسان و ضرورة تكريسها واقعيا و كونيا ، هي ذاتها التي تجهز على الحق في التنقل الذي تنادي المواثيق و العهود الدولية ، و هي التي تنتهك الحقوق المدنية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية للمهاجرين السريـــيـــن و الشرعيين المتواجدين بأراضيها ، و هي التي تجعل منهم مواطنين من الدرجة الثــــالــــثــــة أو الأخيرة بامتهان كرامتهم و تمريغها في وحل الميز العنصري .
    هناك الخطاب المشبع بثقافة حقوق الإنسان و هناك التوجه العام نحو حل معضلة المهاجرين و تمكينهم من شروط العيش و العمل الكريم، و هناك الاستثمار السياسي لورقة الهجرة في كل حديث عن الشراكة الأورومتوسطية ، و في مقابل ذلك كله هناك ممارسات لا إنسانية تعني عودة جديدة للفيودالية الأوروبية و بأقنان من ضفة الجنوب .
    و تنفضح ازدواجية الخطاب الأوروبي حيال هذه الظاهرة أكثر في اللجوء غير المبرر لخدمات الأجهزة الأمنية / القمعية ، و إلى استنفار الآلة الإعلامية كلما تعلق الأمر بتدفق جديد للمهاجرين السريين ، أو كلما حان موعد انتخابي معين ، ما دامت الهجرة تعد ورقة مربحة على المستوى السياسي داخليا و خارجيا ، مع العلم أن الظاهرة تستلزم اعتماد مقاربة مـــــندمــــجـــة و شمولية تساهم في صياغتها و تنفيذها كل الأطراف المعنية بالموضوع . ذلك أن التركيز على ما هو أمني / حدودي في التعامل مع الهجرة التي تعد حقا إنسانيا بغض النظر عن إرهـــاصاتها و دواعيها ، لن يقود إلا إلى جعل البحر الأبيض المتوسط أكبر مقبرة بحرية في الكوكب الأزرق ، فالهجرة السرية تستلزم رؤية نوعية تستحضر مبادئ و قيم الجوار و التعاون المشترك في إطار حوار حضاري لشعوب الضفتين .
    إذن في سياسات الستار الحديدي التي تنتهجها الدول الأوروبية التي تكون السواحـــــــل و الحدود و القنصليات مسرحا لها ، و في خطابات المجاملة و الارتياح بخصوص حل الظاهرة عن طريق تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين و تمتيعهم بكافة الحقوق أسوة بالمواطنين الأوروبيين ، على طول هذا الخط المنقوع في التناقض يلوح الخطاب الازدواجي لدول الشمال بشأن الهجرة السرية و يتأكد قويا بأن حل الظاهرة أو على الأقل التحرر من جانب مهم من مآسيها ما زال بعيد المنال .
    ختاما
    إن القراءة الهادئة لسؤال الهجرة السرية تفرض علينا الاعتراف ختاما بأنه إذا كان مطلوبا من الدول المستقبلة للهجرة احترام حقوق الإنسان و استبعاد كل معالجة أمنية في التعاطي مع المهاجرين السريين و الشرعيين ، فإنه مطلوب أيضا و بإلحاح شديد من الدول المصدرة للهجرة أن تنتبه لعطبها الداخلي الذي يستدعي إصــلاح الهـــــياكل و المؤســــسات و البرامــــج و المخططات بخلق مناخ اجتماعي و سياسي جديد ، ذلك أن الحل الداخلي يظل الأكثر فعالية عبر إعادة الاعتبار للشأن الاجتماعي بواسطة إنعاش فرص الشغل و تنشيط الاستثمار و تقليص التفاوتات الطبقية و الاهتمام بالعالم القروي و إعطاء جرعات كثيرة من الصدق و النجاعة للعمل السياسي .
    دول الشمال إذن يتوجب عليها الانتهاء من تجريب سياسة الستار الحديدي و القطع مع ازدواجية الخطاب السياسي تجاه الظاهرة ، كما أن دول الجنوب أيضا مطالبة بمباشرة الإصلاحات الداخلية و تجذير الديموقراطية ، و ما لم يحدث ذلك فإن سيول الهجرة السرية ستستمر في التدفق بمختلف الصيغ و الإمكانيات ، و مقبرة المتوسط ستستمر في إيواء المزيد من أحفاد طارق بن زياد .

    ***-***الهجرة السرية***-*** 63l04eo
    ***-***الهجرة السرية***-*** W6w_w6w_200505050210252775fdf2777

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 2:25 am