خلافة يزيد بن معاوية
(60 - 64 هـ/ 679- 683م )
بويع له في حياة أبيه ليكون وليّا للعهد من بعده، ثم أكد البيعة لنفسه بعد
موت والده في النصف الثانى من رجب سنة ستين، واستمر في منصبه إلى أن توفي
سنة أربع وستين !
وقد واجهته المشاكل والعقبات عقب تسلمه الحكم، فقد قامت ضده ثلاث ثورات،
ترجع دوافعها إلى تقرير "مبدأ الوراثة" في بني أمية.
الفتنة:
ما كاد يزيد يتسلم زمام الحكم حتى واجه نفرًا من المسلمين يمتنعون عن
مبايعته، ثم ما لبثت معارضتهم لبيعته أن تحولت إلى ثورة مسلحة.
وكان يزيد قد طلب من أمير المدينة المنورة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان
الحصول على البيعة من الحسين بن على، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن
الزبير، لكن الحسن وابن الاتقي اللهير رفضا، وخرجا من المدينة إلى مكة، وتوقف ابن
عمر فقال: إن بايع الناس بايعت. فلما بايع الناس بايعه ابن عمر، وتعقَّد
الموقف في الحجاز.
وعلم أهل العراق برفض الحسين مبايعة يزيد وتوجهه إلى مكة، فوجدوا الفرصة
سانحة للتخلص من الأمويين وإعادة الدولة كما كانت في عهد على؛ ليتولى أمرهم
الحسين بن على، فهو أحب إليهم من يزيد بن معاوية! وبقاء الحكم في العراق
أحب إليهم من بقائه في الشام.
فأرسلوا رسلهم إلى الحسين، ليحرضوه على المطالبة بالخلافة، ويطلبوا منه
المسير إلى الكوفة، فبعث الحسينُ ابنَ عمِِّه "مسلم بن عقيل بن أبي طالب"
إلى الكوفة ليتبين الموقف؛ وليمهد له الأمر، حتى إذا رأى إجماع الناس على
بيعته أسرع بإحاطته علمًا بذلك. وعندما أقبل "مسلم بن عقيل" على الكوفة رأى
من أهلها إقبالا ورغبة في مبايعة الحسين، فبعث إليه على الفور يستعجل
قدومه.
لكن الأمويين كانوا قد أحيطوا علمًا بما يدور في الكوفة فأرسلوا على الفور
عبيد الله بن زياد واليًا عليها ليحفظ الأمن والنظام، وليضبط الأمر على
النهج الذى اتبعه والده زياد من قبل أيام الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
استطاع عبيد الله أن يُحكم سيطرته على البلاد، ويقتل قادة الدعوة إلى
الحسين، ومن بينهم "مسلم بن عقيل" ويخرس الألسنة التى تنادى بالحسين خليفة.
وتحرك ركب الحسين إلى الكوفة في هذا الجو المتأزم الملبد بالغيوم، فنصحه
كبار الصحابة وكبار شيعته مثل أخوه: محمد بن الحنفية، وعبد الرحمن بن
الحارث المخزومى، وعبد الله بن عباس، ليصرف النظر عن الذهاب إلى العراق،
وعدم الاطمئنان لما نقل إليه من موافقة أهلها على مبايعته، غير أن الحسين
-رضى الله عنه- لم يستمع لنصح الناصحين.
حادث كربلاء:
خرج -رضى الله عنه- في جماعة من شيعته لا يزيدون عن ثمانين رجلا، ومعه
نساؤه وأطفاله قاصدًا الكوفة دون أن يعلم بما حدث !
فلما بلغه ما حدث لم يتراجع، بل واصل المسير وكانت القوات الأموية في
انتظاره، ولم يكن اللقاء متكافئاً. وفي "كربلاء" التحم الفريقان، فسالت
الدماء وسقط الحسين شهيدًا بالقرب من الكوفة يوم عاشوراء في العاشر من
المحرم سنة 61هـ / 681م، وتخلص يزيد من أحد منافسيه الأقوياء، وبقى عبد
الله بن الاتقي اللهير.
مواجهة عبدالله بن الاتقي اللهير:
ذهب عبدالله إلى مكة محتميًا بها، وسمى نفسه العائذ بالبيت. فلما بلغه
استشهاد الحسين أخد البيعة لنفسه من أصحابه في وجود ولي مكة الأموي "عمرو
بن سعيد بن العاص الأشدق" الذى كان في استطاعته أن يتغلب على ابن الاتقي اللهير،
لكنه كان يرفق به.
فماذا يفعل يزيد، وقد لجأ ابن الاتقي اللهير إلى الحمى ؟!
ولى على الحجاز الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الذى اشتد على "ابن الاتقي اللهير"
فلم يجد ابن الاتقي اللهير بدّا من اللجوء إلى حيلة معقولة؛ لكي يتخلص من الوليد.
وهداه تفكيره إلى أن يطلب إلى يزيد تغيير هذا الولي حتى يتسنى له أن يفكر
في مصالحته.
وسرعان ما استجاب يزيد، فعزل الوليد وعين مكانه "عثمان ابن محمد بن أبي
سفيان".
وقد نجحت حيلة ابن الاتقي اللهير، فعثمان كان شابّا صغيرًا لم تصقله التجارب، ولا
خبرة له بسياسة الناس وقيادتهم، فأساء من حيث أراد الإصلاح.
لقد أرسل وفدًا من أشراف أهل المدينة إلى دمشق ؛ لكي يرى الخليفة بنفسه مدى
طاعتهم وولائهم، وأحسن يزيد وفادتهم، وأغدق عليهم، ومنحهم العطايا ليستميل
قلوبهم، وليكونوا خير دعاة له إذا رجعوا إلى أهليهم وذويهم، فمن رأى ليس
كمن سمع، ولكنهم بعد أن رأوا في عاصمة الخلافة الجديدة مظاهر البذخ
والإسراف، وسمعوا مالا يتفق مع تقاليد الخلفاء الراشدين من مظاهر الترف،
عادوا وهم يعلنون بين أهليهم وذويهم أنهم قد خلعوا طاعة يزيد، ثم بايعوا
عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر "ابن غسيل الملائكة" وتوجهوا بعد ذلك إلى
ولي يزيد على المدينة فأخرجوه منها، وحاصروا دار مروان بن الحكم بالمدينة
تعبيرًا عن سخطهم ورفضهم لبني أمية.
واستغاث مروان بن الحكم بيزيد، وتأزم الموقف من جديد، فقد أعد يزيد جيشًا
ضخمًا من جند الشام، وأسند قيادته إلى مسلم ابن عقبة، ليحمى بني أمية
بالمدينة، وليخضع الثائرين عليه.
وعلم أهل المدينة بمقدم الجيش فلم يجدوا بدّا من إخراج بني أمية إلى الشام
بعد أن يأخذوا عليهم العهود والمواثيق ألا يساعدوا عليهم أحدًا.
وخرج بنو أمية مطرودين من المدينة، لكنهم تقابلوا مع جيش مسلم بن عقبة،
فطلب منهم أن يشيروا عليه بما ينبغى أن يفعله، فأرشده عبد الملك بن مروان
إلى كيفية الزحف على المدينة، والدخول إليها، وزحف مسلم كما أشار عليه عبد
الملك، ونفذ الخطة فوصل إلى الحرة شمالى شرق المدينة، وهى أرض صخرية
بركانية، فخرج إليه أهل المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة، والتحموا مع جند
الخليفة في معركة شديدة انتهت بهزيمة أهل المدينة، وقتل عدد كبير من بني
هاشم وقريش والأنصار.
وفي جو الهزيمة هذا دعا مسلم الناس للبيعة؛ محذرًا من عاقبة المخالفة بعد
أن رأوا بأعينهم ما حل بغيرهم.
فبعد أن انتهى مسلم من إجبار الناس على البيعة، سار بمن معه من الجند إلى
البيت الحرام بمكة؛ حيث يعتصم ابن الاتقي اللهير، لكن القدر لم يمهله، فتوفاه الله
قبل أن يصل إلى مكة.
ويتولى على الفور قيادة الجيش الأموى الزاحف على مكة للقاء عبد الله بن
الاتقي اللهير: "الحصين بن نمير السكوني" ، ويواصل مسيرته إلى مكة المكرمة، ويشتد
على الثائرين، ولا يمنعه شىء مما يحتمون به، ويستمر الحصار شهرين، وابن
الاتقي اللهير متحصن بالبيت الحرام، وتأتى الأنباء بوفاة الخليفة يزيد، فيتوقف
القتال، ويرفع الحصار، ويعود الجيش الأموى إلى الشام، ويخرج ابن الاتقي اللهير على
الناس فتذعن جزيرة العرب كلها له، ويبايعه كثير من أنصار الدولة الأموية
وسط العواصف خليفة للمسلمين.
الفتوحات الإسلامية في عهد يزيد:
وبالرغم من الصراعات الشديدة التى حدثت في عهد يزيد، فإن الفتوحات
الإسلامية لم تتوقف، واستمرت في العديد من الجهات، فهناك في الشرق واصلت
الجيوش الإسلامية فتوحاتها في خراسان وسجستان تحت قيادة مسلم بن زياد، فغزا
سمرقند وحُجَنْدة، أما هناك في الغرب فقد أعاد يزيد بن معاوية، عقبة بن
نافع واليًا على إفريقية، وكان معاوية قد عزله عنها، فواصل عقبة بن نافع
فتوحاته بحماس منقطع النظير وقال: إنى قد بعت نفسى لله-عز وجل-، فلا أزال
أجاهد من كفر بالله. ففتح مدينة "باغاية" في أقصى إفريقية، وهى مدينة
بالمغرب، وهزم الروم والبربر مرات عديدة، ثم واصل المسير إلى بلاد الزاب،
فافتتح مدينة "أَرَبَة" وافتتح "تَاهَرْت" و"طَنْجة" و"السُّوس الأدنى"، ثم
صار إلى بلاد السوس الأقصى، واستمر في فتوحاته حتى بلغ "مليان"، حتى رأى
البحر المحيط (المحيط الأطلنطى) فوقف عليه وقال مقالته التى حفظها له
التاريخ: يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدًا في سبيلك. ثم عاد
راجعًا إلى القيروان.
يتبع
(60 - 64 هـ/ 679- 683م )
بويع له في حياة أبيه ليكون وليّا للعهد من بعده، ثم أكد البيعة لنفسه بعد
موت والده في النصف الثانى من رجب سنة ستين، واستمر في منصبه إلى أن توفي
سنة أربع وستين !
وقد واجهته المشاكل والعقبات عقب تسلمه الحكم، فقد قامت ضده ثلاث ثورات،
ترجع دوافعها إلى تقرير "مبدأ الوراثة" في بني أمية.
الفتنة:
ما كاد يزيد يتسلم زمام الحكم حتى واجه نفرًا من المسلمين يمتنعون عن
مبايعته، ثم ما لبثت معارضتهم لبيعته أن تحولت إلى ثورة مسلحة.
وكان يزيد قد طلب من أمير المدينة المنورة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان
الحصول على البيعة من الحسين بن على، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن
الزبير، لكن الحسن وابن الاتقي اللهير رفضا، وخرجا من المدينة إلى مكة، وتوقف ابن
عمر فقال: إن بايع الناس بايعت. فلما بايع الناس بايعه ابن عمر، وتعقَّد
الموقف في الحجاز.
وعلم أهل العراق برفض الحسين مبايعة يزيد وتوجهه إلى مكة، فوجدوا الفرصة
سانحة للتخلص من الأمويين وإعادة الدولة كما كانت في عهد على؛ ليتولى أمرهم
الحسين بن على، فهو أحب إليهم من يزيد بن معاوية! وبقاء الحكم في العراق
أحب إليهم من بقائه في الشام.
فأرسلوا رسلهم إلى الحسين، ليحرضوه على المطالبة بالخلافة، ويطلبوا منه
المسير إلى الكوفة، فبعث الحسينُ ابنَ عمِِّه "مسلم بن عقيل بن أبي طالب"
إلى الكوفة ليتبين الموقف؛ وليمهد له الأمر، حتى إذا رأى إجماع الناس على
بيعته أسرع بإحاطته علمًا بذلك. وعندما أقبل "مسلم بن عقيل" على الكوفة رأى
من أهلها إقبالا ورغبة في مبايعة الحسين، فبعث إليه على الفور يستعجل
قدومه.
لكن الأمويين كانوا قد أحيطوا علمًا بما يدور في الكوفة فأرسلوا على الفور
عبيد الله بن زياد واليًا عليها ليحفظ الأمن والنظام، وليضبط الأمر على
النهج الذى اتبعه والده زياد من قبل أيام الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
استطاع عبيد الله أن يُحكم سيطرته على البلاد، ويقتل قادة الدعوة إلى
الحسين، ومن بينهم "مسلم بن عقيل" ويخرس الألسنة التى تنادى بالحسين خليفة.
وتحرك ركب الحسين إلى الكوفة في هذا الجو المتأزم الملبد بالغيوم، فنصحه
كبار الصحابة وكبار شيعته مثل أخوه: محمد بن الحنفية، وعبد الرحمن بن
الحارث المخزومى، وعبد الله بن عباس، ليصرف النظر عن الذهاب إلى العراق،
وعدم الاطمئنان لما نقل إليه من موافقة أهلها على مبايعته، غير أن الحسين
-رضى الله عنه- لم يستمع لنصح الناصحين.
حادث كربلاء:
خرج -رضى الله عنه- في جماعة من شيعته لا يزيدون عن ثمانين رجلا، ومعه
نساؤه وأطفاله قاصدًا الكوفة دون أن يعلم بما حدث !
فلما بلغه ما حدث لم يتراجع، بل واصل المسير وكانت القوات الأموية في
انتظاره، ولم يكن اللقاء متكافئاً. وفي "كربلاء" التحم الفريقان، فسالت
الدماء وسقط الحسين شهيدًا بالقرب من الكوفة يوم عاشوراء في العاشر من
المحرم سنة 61هـ / 681م، وتخلص يزيد من أحد منافسيه الأقوياء، وبقى عبد
الله بن الاتقي اللهير.
مواجهة عبدالله بن الاتقي اللهير:
ذهب عبدالله إلى مكة محتميًا بها، وسمى نفسه العائذ بالبيت. فلما بلغه
استشهاد الحسين أخد البيعة لنفسه من أصحابه في وجود ولي مكة الأموي "عمرو
بن سعيد بن العاص الأشدق" الذى كان في استطاعته أن يتغلب على ابن الاتقي اللهير،
لكنه كان يرفق به.
فماذا يفعل يزيد، وقد لجأ ابن الاتقي اللهير إلى الحمى ؟!
ولى على الحجاز الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الذى اشتد على "ابن الاتقي اللهير"
فلم يجد ابن الاتقي اللهير بدّا من اللجوء إلى حيلة معقولة؛ لكي يتخلص من الوليد.
وهداه تفكيره إلى أن يطلب إلى يزيد تغيير هذا الولي حتى يتسنى له أن يفكر
في مصالحته.
وسرعان ما استجاب يزيد، فعزل الوليد وعين مكانه "عثمان ابن محمد بن أبي
سفيان".
وقد نجحت حيلة ابن الاتقي اللهير، فعثمان كان شابّا صغيرًا لم تصقله التجارب، ولا
خبرة له بسياسة الناس وقيادتهم، فأساء من حيث أراد الإصلاح.
لقد أرسل وفدًا من أشراف أهل المدينة إلى دمشق ؛ لكي يرى الخليفة بنفسه مدى
طاعتهم وولائهم، وأحسن يزيد وفادتهم، وأغدق عليهم، ومنحهم العطايا ليستميل
قلوبهم، وليكونوا خير دعاة له إذا رجعوا إلى أهليهم وذويهم، فمن رأى ليس
كمن سمع، ولكنهم بعد أن رأوا في عاصمة الخلافة الجديدة مظاهر البذخ
والإسراف، وسمعوا مالا يتفق مع تقاليد الخلفاء الراشدين من مظاهر الترف،
عادوا وهم يعلنون بين أهليهم وذويهم أنهم قد خلعوا طاعة يزيد، ثم بايعوا
عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر "ابن غسيل الملائكة" وتوجهوا بعد ذلك إلى
ولي يزيد على المدينة فأخرجوه منها، وحاصروا دار مروان بن الحكم بالمدينة
تعبيرًا عن سخطهم ورفضهم لبني أمية.
واستغاث مروان بن الحكم بيزيد، وتأزم الموقف من جديد، فقد أعد يزيد جيشًا
ضخمًا من جند الشام، وأسند قيادته إلى مسلم ابن عقبة، ليحمى بني أمية
بالمدينة، وليخضع الثائرين عليه.
وعلم أهل المدينة بمقدم الجيش فلم يجدوا بدّا من إخراج بني أمية إلى الشام
بعد أن يأخذوا عليهم العهود والمواثيق ألا يساعدوا عليهم أحدًا.
وخرج بنو أمية مطرودين من المدينة، لكنهم تقابلوا مع جيش مسلم بن عقبة،
فطلب منهم أن يشيروا عليه بما ينبغى أن يفعله، فأرشده عبد الملك بن مروان
إلى كيفية الزحف على المدينة، والدخول إليها، وزحف مسلم كما أشار عليه عبد
الملك، ونفذ الخطة فوصل إلى الحرة شمالى شرق المدينة، وهى أرض صخرية
بركانية، فخرج إليه أهل المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة، والتحموا مع جند
الخليفة في معركة شديدة انتهت بهزيمة أهل المدينة، وقتل عدد كبير من بني
هاشم وقريش والأنصار.
وفي جو الهزيمة هذا دعا مسلم الناس للبيعة؛ محذرًا من عاقبة المخالفة بعد
أن رأوا بأعينهم ما حل بغيرهم.
فبعد أن انتهى مسلم من إجبار الناس على البيعة، سار بمن معه من الجند إلى
البيت الحرام بمكة؛ حيث يعتصم ابن الاتقي اللهير، لكن القدر لم يمهله، فتوفاه الله
قبل أن يصل إلى مكة.
ويتولى على الفور قيادة الجيش الأموى الزاحف على مكة للقاء عبد الله بن
الاتقي اللهير: "الحصين بن نمير السكوني" ، ويواصل مسيرته إلى مكة المكرمة، ويشتد
على الثائرين، ولا يمنعه شىء مما يحتمون به، ويستمر الحصار شهرين، وابن
الاتقي اللهير متحصن بالبيت الحرام، وتأتى الأنباء بوفاة الخليفة يزيد، فيتوقف
القتال، ويرفع الحصار، ويعود الجيش الأموى إلى الشام، ويخرج ابن الاتقي اللهير على
الناس فتذعن جزيرة العرب كلها له، ويبايعه كثير من أنصار الدولة الأموية
وسط العواصف خليفة للمسلمين.
الفتوحات الإسلامية في عهد يزيد:
وبالرغم من الصراعات الشديدة التى حدثت في عهد يزيد، فإن الفتوحات
الإسلامية لم تتوقف، واستمرت في العديد من الجهات، فهناك في الشرق واصلت
الجيوش الإسلامية فتوحاتها في خراسان وسجستان تحت قيادة مسلم بن زياد، فغزا
سمرقند وحُجَنْدة، أما هناك في الغرب فقد أعاد يزيد بن معاوية، عقبة بن
نافع واليًا على إفريقية، وكان معاوية قد عزله عنها، فواصل عقبة بن نافع
فتوحاته بحماس منقطع النظير وقال: إنى قد بعت نفسى لله-عز وجل-، فلا أزال
أجاهد من كفر بالله. ففتح مدينة "باغاية" في أقصى إفريقية، وهى مدينة
بالمغرب، وهزم الروم والبربر مرات عديدة، ثم واصل المسير إلى بلاد الزاب،
فافتتح مدينة "أَرَبَة" وافتتح "تَاهَرْت" و"طَنْجة" و"السُّوس الأدنى"، ثم
صار إلى بلاد السوس الأقصى، واستمر في فتوحاته حتى بلغ "مليان"، حتى رأى
البحر المحيط (المحيط الأطلنطى) فوقف عليه وقال مقالته التى حفظها له
التاريخ: يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدًا في سبيلك. ثم عاد
راجعًا إلى القيروان.
يتبع
الجمعة مارس 30, 2012 10:19 am من طرف معمارية 1
» مرحبا
الإثنين أغسطس 29, 2011 2:05 am من طرف 125islam
» هل تعلم أن علم اسرائيل موجود على جهازك؟؟؟؟؟؟؟؟
السبت يوليو 02, 2011 7:17 pm من طرف taki88
» اجمل قصص الصداقة
الثلاثاء يونيو 14, 2011 6:11 pm من طرف chakir 08
» حلول بكالوريا 2009 جميع الشعب
الإثنين نوفمبر 29, 2010 7:32 pm من طرف radouane
» أكثر شيء مدهش في البشر
الجمعة يونيو 11, 2010 12:31 pm من طرف لمار الجزائرية
» لا ترمي قميصك القديم بعد اليوم
الأحد يونيو 06, 2010 5:14 pm من طرف لمار الجزائرية
» اعشقك حبيبى
السبت يونيو 05, 2010 12:11 pm من طرف لمار الجزائرية
» فقــــــــــــــــــــــــــــــاص رقــــــــــــيق
الجمعة يونيو 04, 2010 11:55 am من طرف لمار الجزائرية